منزله المتواضع يقع في حي عد حسين ضاحية الخرطوم ، غزا رأسه الشيب. قسمات وجهه مبتسمة بعض الشئ وممزوجة بالصرامة والحزن .. تري هل هي مترتبات محاولته الانقلابية في العام 2004م، التي ادت به الي غياهب السجون ام انها تصاريف الزمن ومتغيرات الحياة ،هو من مواليد قرية الطينة بولاية شمال دارفور ، قضي طفولته وايام صباه في ربوع تلك المنطقة الحدودية عمل مهندسا في دانفوديو والهيئة القومية للكهرباء توقفت مسيرته المهنية في مركز الدراسات الاستراتيجية انه المهندس يوسف محمد صالح لبس.
*الدخول الي عالم السياسة … متي وكيف؟
منذ الثانوي مرورا بالجامعة وكنت عضو لجنة تنفيذية لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم لمدة عامين وذلك في الفترة من 1983م -1986م الي جانب نشاطي في العمل التنظيمي داخل منظومة الحركة الإسلامية.
*هل للأسرة ميول سياسي بخلاف ماتنتمي اليه أنت؟
أسرتي ميولها إسلامية دون تنظيم محدد .. والدي لم يحظ بتلقي التعليم لكنه بالفطرة إسلامي
*للسجن ايام بالطبع لن ينساها يوسف.. ماذا لو سردت لنا بعض القصص والتجارب؟
نحن كمجموعة سياسية كنا معزولين عن المجموعات الاخري وامضينا في قسم لوحدنا عشرة اعوام ولم يكن مسموحا لنا الاحتكاك مع النزلاء .
*اوقاتكم داخل السجن كيف تقضونها؟
كنا نكثف برنامج الاطلاع والثقافة وحصدنا قدرا كبيرا من العلوم واللغات الإسلامية وكثير منا حضر دراسات عليا اذكر منهم اربعة في مجالات مختلفة هي هندسة معمار ، محاسبة ، علاقات دولية ، والقانون،
*وماذا عن شخصك؟
انا اعتبر اخر شخص بينهم قمت بالتحضير للدراسات العليا في مجال فض النزاعات.
*تتحدث باسم المجموعة في هذا السياق كم كان عدد الذين تحصلوا علي تلك الدرجات العلمية ؟
عددنا «12» و«11» حفظوا القرآن وانا منهم .. قلبنا أمهات الكتب في قضايا محددة.
*مازلنا في محطة تجاربك … احكي؟
بعد ان سمحوا لمجموعة منا مغادرة السجن تم تحويلي الي قسم اخر بداخله انماط من المساجين . تعرفت عليهم من قرب واحتكيت معهم واخبروني بجرائمهم .
*كنت بين المجرمين اذا؟
نعم وعملت علي تخفيف الاكتئاب الذي يلازم البعض.
*ومن القصص المؤلمة التي انتابتك بينهم؟
قضاياهم مختلفة واذكر ان هناك اشخاصا تعرفت عليهم كان محكوما عليهم بالاعدام وتم تنفيذ الحكم عليهم .
* الانسان بفطرته يقشعر من التعرف علي القاتل لكنك واظنك تفهم؟
نعم عرفتهم وعرفوني الدوافع كثيرة ومختلفة وهي بالنسبة الي من التجارب التي استفدتها ايضا وعلمتني ان لا اكره الانسان اذا كان معتنقا فكرا بل الفعل .
وضح؟
اتعامل معه وفق الانسانية.
*وجدتهم نادمين؟
هناك من كان ندمانا وهناك من لم يكن بالندمان وكثيرون من اولياء الدم تمسكوا بالقصاص واخرون كانوا يعفون.
*ماهو الشكل العام لتجاربك في السجن؟
هناك عام وخاص .. فرصة للتكامل ، مراجعة النفس ، تصميم صورة جديدة للحياة.
وفي منحي اخر؟
كنت اتفاكر مع ابنائي في الحياة حينما كانوا يزوروني مرتين في الاسبوع هي المدة المسموح بها واقر انها لم تكن متاحة لي في الفترات الماضية وانا طليق فكنت كثير المشغوليات.
*يقولون في السجن مظاليم كيف تنظر الي هذه المقولة؟
كما يقول اهلنا «القانون حمار» مثلا اذا هناك شخص محبوس بسبب غرامة قدرها 500 جنيه هذا الشخص يمكن ان يقضي فترة تتراوح بين العام واذا نظرنا اليها من ناحية حسابية فانه يرهق ميزانية الدولة من خلال الصرف عليه اضعافها عشرات المرات، ومن المواقف الانسانية التي تعتريني هي حينما اري مثل هذا الشخص محروما من الحرية لعجزه هو وأسرته من دفع المبلغ المطلوب وعلي هذا النحو يحرم من الحرية لكن هناك اشخاصا خيرية من دول الخليج وغيرهم يقومون باعمال المساعدة في التكفل لبعض المسجونين ودفع الغرامات.
*أي رقم تحمله في السجن؟
لم احمل رقما بعينه لكني كنت المتهم الاول في المحكومين عليهم بالسجن.
*وكم كان عددكم كليا؟
«28»
*تري هل كان الافراج عنك خطوة واجبة منذ اكثر من عام كما يراها البعض ؟
كان عفوا رئاسيا بمساعي حثيثة من وزير العدل واللواء التجاني ادم الطاهر عضو مجلس قيادة الثورة .
*في نظرك ماهي الدوافع والاسباب؟
تربطني معهم صلة الدم وهم التقوا بالسيد الرئيس عمر البشير والتمسوا منه اطلاق سراحي وكانت الاستجابة .
*هل كنت علي علم بالخطوات التي اقبلوا عليها من اجل فك قيودك من السجن؟
كنت علي علم بذلك ، ويوم الجمعة المنصرمة زاراني في السجن وابلغاني بعزمهما المضي قدما الي الرئيس وطرح مبادرتهما الرامية لاطلاق سراحي والتي تمت بسرعة.
*هل كنت تتوقع ان يفك قيودك بهذه السرعة؟
لا كنت اظنها خلال شهر لكنها تمت في غضون «48»ساعة فقط.
* في هذا الاطار السريع الذي تمت الاستجابة له بشأنك ماذا انت قائل؟
المساعي التي اطلقتني حرا اليوم جاءت من المؤتمر الوطني عبر قيادات نافذة ومن قبل بادرة مجموعة من السائحون بقيادة أسامة توفيق واتصلوا عبر شخصيات كبيرة وسعوا للرئيس واخيرا سعي وزراء في النظام اسلفت ذكرهم واقول اطلاق سراحي لم يكن بجهد واضح من المؤتمر الشعبي رغما عن امانيهم بذلك.
*اطلاق سراحك جاء في وقت تعج فيه الساحة السياسية بكثير من المتغيرات ؟
اتابع الاوضاع السياسية لكنها قطعا ليست قدر الحريات .
*يبدو انك من مؤيدي وحدة الإسلاميين؟
نعم ، وحدة الإسلاميين مطلوبة لكنها لابد ان تتبع وفق اسس محدودة واحرض كل إسلاميي العالم من اجل الوحدة .
*كلمة اخيرة
لابد من اطلاق الحريات لاي انسان من اجل بناء مجتمع قوي ومتماسك والعمل علي ان نعيش الحياة بتراضٍ تام.
مقاطعة اتريد ان تشمل الحرية المجرمين؟
اقصد الحريات السياسية وغيرها من الامور اما قضايا الاجرام فالقانون كفيل بها.
الصحافة