أدى عشرات الآلاف من المحتجين علنيا صلاة يوم الجمعة في مواجهة موضع القيادة العامة للجيش السوداني، مساء تجمع زيادة عن مليون فرد وفدوا من العاصمة الخرطوم عاصمة السودان ومدن البلاد الأخرى لتأييد ما أطلقت عليه المحتجون «مليونيةالسلطة المدنية»، التي تهدف لممارسة المزيد من الضغوط على المجلس العسكري الانتقالي.وتراص آلاف المصلين في شمس الخرطوم عاصمة السودان الحارقة، وأدوا الصلاة بإمامه الشيخ الكفيف مطر يونس، وهو واحد من الشيوخ المؤيدين للثورة، الذي
ابتدأ خطبته بهتاف الثوار «حرية.. سلام.. وعدالة»، ودعا لمحاسبة نمازج النظامالسابق، وأكد على ضرورة محاسبتهم وتقديمهم لمحاكمات عادل.
من جهة أخرى، أدى بعض رموز النظام المخلوع الصلاة في أحد مساجد الخرطوم، وتوعدوا المعتصمين بتنظيم مسيرة مناوئة للمعارضة، ومؤيدة للمجلس العسكري الانتقالي، وهو ما قابلة الثوار بسخرية ورفض كبيرين، واعتبره بعضهم محاولة من قوى النظام المعزول لإثارة الفتنة، والتمهيد للانقضاض على الثورة الشعبية.
وتشهد البلاد حالة شد وجذب منذ عزل البشير وسقوط نظامه في 11 أبريل (نيسان) الجاري. فرغم التأييد الشعبي الواسع الذي تجده المعارضة، والتأييد الدولي والإقليمي للثورة الشعبية، فإن مطالب الثوار ما تزال بعيدة عن التحقق، وما يزال المجلس العسكري يصر على إشراك قوى من النظام المنحل في الحكومة الانتقالية.
ورغم ما يصفه بعض المحتجين بـ«التلكؤ» في تحقيق أهداف ومطالب الثوار، فإن ميدان الاعتصام ما يزال يستقبل المئات من المعتصمين، فيما يتوافد عشرات الآلاف يومياً من مدن البلاد الأخرى للمشاركة في الاعتصام.