يقول واقع الوضع إن اعتصام السودانيين في مواجهة قيادة القوات المسلحة مازال مفتوحا ومهيئا لأن يتواصل لفترات أطول دون سقف زمني ملحوظ، فقد أطل “الآبري” أو “الحلو مر” برائحته المتميزة في مرأى الاعتصام الذي دخل أسبوعه الثالث.
و”الحلو مر” واحد من أكثر أهمية المشروبات المصنوعة من الذرة والتوابل التي تتربع على عرش عناصر المائدة الرمضانية في البلاد، إذ لا يكاد منزل سوداني يخلو منه أثناء رمضان.
وهو مشروب يحمل نكهة مميزة بمكوناته الغنية، التي تمد الجسم بالطاقة والنشاط وتقاوم العطش، وبمراحل صناعته الطويلة التي تبدأ بتخزينه بطريقة معينة مرورا بطحنه وانتهاءً بمرحلة صناعته التي تسمى”العواسة”.
“سكاي نيوز عربية” دخلت إلى خيمة صنع الآبري في اعتصام القيادة وتحدثت إلى حليمة حسن الفكي، إحدى صانعات “الآبري”، التي قالت إنها من مدينة تندلتي غرب السودان وقد جاءت من غرب البلاد متبرعة بتحضير الآبري للمعتصمين.
وأوضحت حليمة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لقد أتينا بمجهودات ذاتية لنقف مع إخوتنا المعتصمين ونجلس هنا حتى إجابة جميع مطالبنا”.
وأضافت “صابنها صابنها” وهي إحدى العبارات المتحدية الرائجة داخل ساحة الاعتصام، وتعني الثبات والتمترس في المكان دون حركة، مشيرة إلى أن هذا الثبات والتعاون قد يمتد ليصبح إفطارا جماعيا خلال رمضان، مؤكدة على أنها ومن معها من سيدات جاهزات لتوفير كل ما من شأنه أن يشعر المعتصمين أنهم في بيوتهم ويسهم في استمرار الاعتصام.
وعلق الناشط السياسي أحمد حسن على الموضوع، بالقول إن مثل هذه المبادرات التي تعج بها ساحات الاعتصام هي في الأصل شكل من أشكال التضامن الاجتماعي، التي ظهرت بقوة خلال الحراك، حيث السودانيين أكثر تلاحماً ووحدة أكثر من أي وقت مضى”.