شباب السودان بمنتهى الوعي والشجاعة حرروا السودان كله من أفظع جبروت يملك أقوى آلة قهر وعنف.. دفعوا من أجل هدفهم النبيل حوالي (80) شهيداً ومئات الجرحى.. لكنهم لم يلوثوا أيديهم بدماء أبناء وطنهم رغم أنف المحاولات الشرسة من النظام المخلوع لإجبارهم على كسر سلمية تظاهراتهم والانحراف نحو مربع العنف المضاد حتى يجد العذر في مزيد من فيضانات الدماء.
ألم يئن للحركات المسلحة أن تضع السلاح الآن.. لتنضم إلى موكب السودان المحرر وتشرع في العمل السياسي الجماهيري المكلل بالوعي والسعي لصناعة وطن آمن مستقر يسع كل السودانيين وآمالهم العريضة في مستقبل يليق بهم؟.
عودة الحركات المسلحة إلى الخرطوم فوراً وبلا قيد أو شرط أمر حتمي في هذا الظرف الذي تمر به بلادنا.. فالثورة التي ضجّت بالفرح نهار أمس وهي تستقبل قطار الثوار القادم من عطبرة.. ستكون أكثر فرحاً وسعادة وهي تحتشد في مطار الخرطوم لاستقبال السادة قادة الحركات المسلحة.. السادة عبد العزيز الحلو.. مني أركو مناوي.. عبد الواحد محمد نور.. جبريل إبراهيم.. مالك عقار.. ياسر عرمان.. وبقية القادة الذين يتمنون وينتظرون بأحرِّ من الجمر لحظة معانقتهم لأرض وطنهم هنا في الخرطوم.
لا شيء يعطل وقف الحرب الآن.. فهذه الحروب اللعينة فرضها نظام سابق كان يتغذى من دماء أهل السودان.. ويدرك أنه باقٍ طالما الحروب باقية.. فكان يشعل الحروب في كل أرجاء السودان وبشهوة عجيبة في الدمار والدماء والأشلاء.
الآن ذاك النظام ولّى إلى غير رجعة.. ويتطلع السودانيون إلى عهد جديد ليس فيه حروب ودماء وأشلاء.. فلماذا لا يكون سهم وإسهام الحركات المسلحة الآن هو الانحياز إلى ثورة الشعب السوداني والعودة فورا إلى الخرطوم لتحملهم الجماهير على أعناقها لإشهار حالة سودان جديد حديث وتغلق صفحة الماضي الأليم المترع بجنون ونزوة القتل والتشريد والتعذيب.
يا قادة الحركات المسلحة.. الأمر لا يحتاج إلى تفكير أو تردد.. الآن.. حددوا ميقات وصولكم إلى مطار الخرطوم.