وبالرغم من النجاحات التي حققها هؤلاء، وبخاصة في حرب الجنوب، إلا أن وجود تلك الكتائب كان خصماً على القوات المسلحة التي تشردت قواتها إما بالفصل أو بالإحالة للصالح العام أو بالإبعاد ..
(الصيحة) في المساحة التالية تفتح ملف المفصولين للصالح العام؛ الاسم الذي ذبحت له الإنقاذ الذبائح وأطلقته على كل من تريد فصله تعسفياً دون سبب .. وذلك من خلال جلوسها مع هيئة مفصولي القوات المسلحة والتي كشفت عن عدد المفصولين من القوات المسلحة منذ العام 1989 والخطوات التي اتخذوها لاسترداد حقوقهم ..
خندق الصادق المهدي
مقرر الهيئة الرائد معاش حسن محمود حسن، الدفعة (29)، تحدث لـ( الصيحة ) وقال إنه فصل لأنه قاد تحركاً ضد انقلاب الإنقاذ في نفس الوقت الذي تحرك فيه حزب الجبهة الاسلامية القومية لاستلام السلطة. وذكر أنه في صبيحة الجمعة 30 يونيو عام 1989 علم بهوية منفذي انقلاب الإنقاذ وتحرك هو والعقيد عصام ميرغني طه والعقيد محمد محمود عبده والمقدم محجوب ناصر أبو شيبة في محاولة لإفشال انقلاب الإنقاذ ووصلوا إلى منزل الصادق المهدي وأخبروه بوجود تحرك للجبهة الإسلامية للانقلاب على الحكم، إلا أن الصادق المهدي رد عليهم بأنهم والجبهة في خندق واحد، وذكر بأنه ذهب مع خاله هاشم عثمان منصور إلى منزل محمد عثمان الميرغني، والذي طلب من معاونيه التحري عن حديثه ولكنهم لم يفعلوا شيئاً ..
وأضاف بقوله بعد اعتقالنا وكان معي المقدم عمر محمد عبد المجيد تم اعتقال الصادق المهدي أيضاً في نفس المكان، فقال له المقدم عمر أين الخندق الواحد ياسيد صادق؟ ..
13 ألف ضابط و200 ألف ضابط صف وجندي
وحول عدد المفصولين من القوات المسلحة قال الرائد معاش حسن محمود إن الضباط الذين فصلوا منذ العام 1989 وصل عددهم إلى 13 ألف ضابط بينما يربو ضباط الصف والجنود إلى أكثر من 200 ألف جندي تم فصلهم لأسباب مختلفة. وذكر أن بعض الضباط والجنود انضموا إلى حركات التمرد بما فيها الحركة الشعبية لشعورهم بالظلم ، ولكن معظم المفصولين تشردوا بفقدانهم مصدر رزقهم. وقال إن العام 2006 وحده شهد فصل 10 آلاف من الضباط صف والجنود، ثم تم فصل 15 ألفاً آخرين فيما يسمى بكشف العشرة وكشف الخمسة عشر وعللوا الفصل لعدم الكفاءة…
وذكر أنهم كهيئة خاصة بالمفصولين تقدموا بشكاوى لهيئة المظالم ثم وصلوا إلى المحكمة الدستورية وتم تصنيف المفصولين إلى مفصولين لأسباب قانونية ولأسباب معاشية ولأسباب غير معروفة، وذكر بأنه ناقش غازي صلاح الدين في قضيتهم ورد غازي بقوله بأننا منحناهم حقوقهم ..
كتائب الظل بديل للقوات المسلحة
وقال إن مافقده الجيش السوداني من قوات في فترة الإنقاذ بالفصل والإبعاد لم يفقده بالحروب التي اندلعت طوال فترة الانقاذ، وقال إن كثيراً من الضباط الذين فصلوا مؤهلون وتلقوا تدريباً خارج وداخل السودان، وأضاف أنه في الوقت الذي يفصل فيه الضباط من الجيش يتم تدريب الطلاب للقتال كما حدث بمعسكر العيلفون، وكلنا نذكر الطلاب الذين استشهدوا ( 44 طالباً ) غرقاً حينما حاولوا الهرب. وأوضح أن كتائب الظل التي تحدث عنها علي عثمان تكونت على حساب القوات المسلحة، ولو أن ما صرف على الجيش ماثل الصرف على تلك الكتائب وغيرها من المسميات لاستطاع الجيش المحافظة على مساحة السودان مليون ميل مربع تلك التي تسلمناها من أجدادنا كاملة وجاءت الإنقاذ لتفرط فيها، مشيراً إلى أن الإنقاذ لم تحافظ على الأرض ومن مهام الجيش المحافظة على الأرض والعرض والمال. وقال إن هتلر حين كون جيشاً ضخماً احتل أوروبا كلها والإنقاذ التي عسكرت الشعب السوداني فقدت ثلث أرض السودان وفقدت حلايب وشلاتين والفشقة ، وقال إن الانقاذ عمدت إلى تكوين ما يسمى بالجيش الإسلامي وإهمال الجيش الوطني ..
انقلاب ابن عوف
وأضاف أنه وفي نفس يوم انقلاب عوض بن عوف تم فصل عدد من الضباط بينهم طيارون مؤهلون ومدربون ومشهود لهم بالكفاءة لأنهم فقط انحازوا للثوار..
الرسالة
ووجه حسن محمود رسالة إلى المجلس العسكري وقال عليهم بإعادة الرتب الصغيرة من عقيد إلى ملازم لخلق توازن في البلد. وقال اذا لم تعد للجيش هيبته فلن يكون هنالك سودان وذكر أن أمريكا تملك أكبر ترسانة عسكرية ولهذا هي تتسيد العالمـ، وكلنا شاهد كيف استطاعت قبيلة في اليمن أن تستلم السلطة. وقال إن إعادة هيبة القوات المسلحة تكون بإعادة أبنائها المفصولين بلا سبب، مشيراً إلى أن كثيراً منهم الآن في القيادة العامة مساندة للمعتصمين وقاموا بحمايتهم ضد الكتائب التي حاولت قتلهم ..
اتفاقية نيفاشا
وقال لـ ( الصيحة ) المستشار القانوني للهيئة الرائد معاش دكتور مستشار يوسف الطيب محمد توم الدفعة (37) إن الاحصائية تحصلوا عليها من شؤون الضباط ويملكون كشفاً بمعظم المفصولين وأضاف : المفصولون من الضباط نحو 13 ألف ضابط منذ العام 1989م و أنه بعد اتفاقية نيفاشا تم الاتفاق بأن يتم تقليص عدد القوات من الجانبين، فتم تقليص الجيش السوداني على دفعتين في عامي 2006 و2007م بفصل أولاً 10 آلاف ضابط صف وجنود وثانياً فصل 15 ألفاً منهم وقال إنه أبعد من القوات المسلحة ضمن كشف فيه 88 ضابطاً في العام 2003 دون سبب وبدون حقوق ، وقال إنه كان بالجنوب وبعد عودته تفرغ للدراسة وتم إبعاده بعد ذلك و قطعت دراسته ..