على أي أساس تظن قوى الحوار الوطني التي كانت مشاركة في السلطة، أن لها الحق في المشاركة مرةً أخرى وهي التي كانت سبباً أساسياً في تدهور البلاد سياسياً واقتصادياً، بعد أن نأت عن قول الحق وتماهت مع الباطل.
الأسباب التي دفعت المجلس العسكري إلى إبعاد الوطني عن المشهد السياسي، هي ذات المسببات التي تدفعه إلى إبعاد أحزاب الحوار الوطني، فلا فرق بين الاثنين.
موقف مشرف أعلنه حزب الأمة القومي أمس، فرغم اختلاف الكثيرين مع منهج الحزب وطريقته، إلا أنه يُسجل في أوقات حرجة مواقف تستحق التقدير والإشادة.
الأمة أعلن رفضه المشاركة في السلطة مفضلاً أن تكون الفترة الانتقالية لكفاءات وخبرات، فهي حقاً فترة لا بد أن تبتعد فيها المحاصصات السياسية.
أما تلك الأحزاب، فهي تدعو المتابع لرفع حاجب الدهشة، لأنها لم تؤازر المؤتمر الوطني في ابتلائه وابتعاده عن الساحة، ولم تحاول الدفاع عنه باعتباره الحزب “المانح” والمعترف بكياناتهم التنظيمية.
الشارع الذي رفض الوطني، من الطبيعي أن يرفض شركاؤه، ومن المنطق أن ترفض القوى المنظمة للاحتجاجات أن تتساوى مع الجهة المسببة “للأذى”.
في هذه الأوقات يُظهر السياسيون أفضل ما لديهم من ذكاء وحنكة وصبر ووعي، فتستبين الحقائق وتتكشف الأمور..
أما تلك التي تتشبث دائماً بالكراسي، وتخشى إقصاء السلطة، فلا حيز آخر لها للمحاصصة.
جيد ما بدأت كثير من الأحزاب انتهاجه بإعلان عزوفها عن السلطة والمشاركة بالأشخاص والمناصب، لأنها بذلك تضمن الشارع وتُطمئن الناس أن الهدف وضع نهج جديد متكامل.