إزدادت وتيرة الخوف والرعب من إنضمام الطلاب السودانيين من الجامعات السودانية لتنظيم داعش في سوريا والعراق, وإزدادت المخاوف من تفاقم الازمة وتحول هذه الجامعات إلى أرض خصبة لتجنيد الطلاب وإرسالهم للتنظيمات الإرهابية فيما أثارت المخاوف أيضاً ظهور الخلايا المتطرفة التي تسعى للقيام بعمليات إرهابية داخل السودان الذي يعاني من الحروب الاهلية في دارفور والنيل الازرق والقتال المستمر بين المتمردين والحكومة السودانية من عشرات السنوات.
خلال يونيو الماضي أوضحت جامعة العلوم الطبيقة التي يمتلكها وزير الصحة لولاية الخرطوم الدكتور مأمون حميدة أن عدد من الطلاب 12 طالباً قد غادروا إلى تركيا في محاولة للإنضمام بتنظيم داعش قبل أن تتمكن السلطات السودانية وأهالي ثلاثة منهم من إستعادتهم مجدداً قبل وصولهم لداعش.
يشار إلى أن عدد آخر من الطلاب غادروا مؤخراً للإنضمام لتنظيم داعش يحملون الجنسية البريطانية ويدرسون بذات الجامعة “مأمون حميدة” في مارس الماضي ويعتقد أنهم قد وصلوا لسوريا وإنضموا إلى التنظيم هناك.
انضمام طلاب جامعة العلوم الطبية هذا سبقه انضمام الكثيرين إلى جماعات متشددة أخرى، إذ شارك بعضهم فى العراق وإريتريا وأفغانستان وغيرها من البلاد التى شهدت نزاعا بين متشددين والسلطة الحاكمة.
يقول عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامى بالسودان، إن الاحصائيات تشير إلى أن النسبة التى خرجت من السودان وشاركت فى هذه التنظيمات، سواء كان من قبل فى الصومال أو مالى أو بوكو حرام، أو التحقت بصورة أكبر بداعش هى من أقل النسب مقارنة بدول أخرى .
وحذر البشير من خطورة عدم تحصين الشباب، لناحية انعكاس ذلك على المجتمع، خاصة أن الجوار السوداني وغرب إفريقيا بات مرتعا لكبرى الجماعات المتطرفة مثل بوكو حرام .
ويؤكد الصحفي المهتم بشئون الجماعات الإسلامية الهادى محمد الأمين لـ”سكاى نيوز عربية”، أن عمليات التجنيد لصالح الجماعات المتشددة ليس جديدا على السودان، فقد بدأ عبر استراتيجية وضعتها بعض الجماعات لاختراق الجامعات وتبنى واحتواء القطاعات الحية والفاعلة فى الوسط الطلابي.
وأضاف الأمين “لقد تم فى نهاية التسعينات حرق معرض الكتاب المقدس، الذي أقامه اتحاد الطلبة المسحيين وجمعية الطلاب الأفارقة، ومن هذه التنظيمات خرجت (خلية تفجيرات السلمة) 2007 التي كانت تنوي استهداف بعض مقار البعثات الدبلوماسية ومواقع سفارات الدول الغربية والمنظمات الأجنبية والقوات الدوليه، عبر تنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية بالتفجيرات بالعبوات والأحزمة الناسفة.
وتابع الهادى “من جامعة الخرطوم كان الزحف نحو جامعات أخري مثل (السودان – الإسلامية – التقانة – إفريقيا العالمية) وأخيرا جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا التي خرج من ساحاتها فوجان من منسوبيها من الجنسين أعلنا التحاقهما – عبر دفعتين في فترات متقاربة – بداعش بعد مرورهما عبر مطار الخرطوم ومنه إلي تركيا وصولا لسوريا والعراق خلال العام الجاري.
ويرجع كثيرون تنامى هذه الظاهرة إلى تهميش الجانب الثقافي وتردي المستوى التعليمي وغياب الوعي بالثقافة الإسلامية سيما أن معظم المنضمين لهذه الجماعات هم من طلاب الجامعات أو من الشباب الباحث عن فرص عمل.
سكاي نيوز عربية – شبكة المقرن.