تمكن الملك عبد الله بن عبدالعزيز من تحقيق العديد من الإنجازات لنقل المملكة العربية السعودية إلى الافضل واستطاع أن يحقق عدد كبير من الإنجازات الكبيرة من أهم إنجازاته كانت في مجال التعليم في المملكة وإرسال بعثات كبيرة تقدر بالآلاف لعدد من الدول المتقدمة إضافة إلى بناء عشرات من المستشفيات والجامعات لتشهد المملكة العربية السعودية طفرة عمرانية واقتصادية شاملة.
وأشار إلى مناقب وخصال الفقيد خلال مسيرة حياته المليئة بالكثير من الخير لبلده وللأمتين العربية والإسلامية.
وقال: إن التاريخ سيسجل للملك عبدالله ما حققه من إنجازات ضخمة عديدة في خدمة وطنه وأمته، وأن ما يخفف وطأة ألم فراقه هو تقلد أخيه الملك سلمان مقاليد الحكم بمبايعة الشعب السعودي، واختيار عضديه الأمير مقرن والأمير محمد بن نايف ليمضوا قدما في إدارة شؤون البلاد نحو المجد والسؤدد.
وقدم مبايعته للملك سلمان وولي العهد وولي ولي العهد على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، على السمع والطاعة.
وكما يقال تسطر الأعمال سير الرجال فبأعمالهم يعرفون وبها يتميزون وكلما عظمت المهمات، تميّزت الإنجازات، وباتت السيرة سيرة وطن وشعب، تحتاج إلى مجلدات، وتكتب بماء من ذهب.
هكذا هي سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إذ سيقف التاريخ طويلاً أمام الإنجازات التي حققها على مدى سنوات عمره، والتي مثلت تحولاً تنموياً، لن ينساه السعوديون أبداً.
إنجازات الملك عبدالله في مجال التعليم
قام العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالإهتمام بالمجال التعليمي فأرسل في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز 200 ألف مبتعث إلى دول العالم المتقدم، بنى 28 جامعة، و 6 مدن طبية، و 11 مستشفى تخصصيا، و32 مستشفى عاما، و11 مدينة رياضية، وشبكة طرق حديدية داخل المدن، وتوسعة تاريخية للحرمين الشريفين… وغيرها المئات بل الآلاف من الإنجازات غير المسبوقة لخادم الحرمين الشريفين، والتي سارت بالمملكة في طريق التقدم، وحسنت أداء الاقتصاد الكلي للدولة، ورفعت من تنافسية السعودية عالمياً.
الحرمين الشريفين في وجدانه
منذ تسلم الملك عبدالله الحكم بعد وفاة أخيه الملك فهد عام 2005، شهدت المملكة الكثير من الإصلاحات الداخلية والإنجازات الاقتصادية، التي ساهمت في تحقيق الرفاهية للمواطن السعودي، وولدت مئات الآلاف من فرص العمل.
كما لن ينسى المسلمون في كل مكان للملك عبدالله، إنجازاته في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وآخرها على هذا الصعيد أمره ببدء التوسعة الكبيرة من المنطقة الشمالية للمسجد الحرام بتكلفة تتجاوز 80 مليار ريال، بعد أن وضع حجر الأساس لأكبر توسعة شهدها الحرم النبوي الشريف على مر تاريخه، ليستوعب أكثر من 1.6 مليون مصل، إلى جانب ما قد تم في عهده من أعمال توسعات للمشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات لتسهيل الحج كبنا وتوسعة جسر الجمرات، وتوسعة المطاف في الحرم المكي والكفيل بزيادة الطاقة الاستيعابية من 50 ألف طائف إلى 130 ألف طائف في الساعة، وقطار الحرمين السريع للربط بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، وقطار آخر للمشاعر المقدسة يربط بين مكة ومنى وعرفات ومزدلفة، وافتتاح مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم.
الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية والعربية
لقد كان الملك الراحل نعم المدافع عن قضايا الأمة، حيث نجح بحكمته في تعزيز علاقات بلاده والأمة العربية مع الدول الكبرى والحلفاء والأصدقاء، واعتمد سياسة خارجية رصينة، تعتمد تذويب الخلافات، ومصالحة الفرقاء، إضافة إلى تعزيز التسامح بدعم وإنشاء مركز الحوار بين أتباع الأديان.
كما استطاع خادم الحرمين بحنكته أن يتعامل مع الفئة الضالة واحتوائها، ما أسهم في استتباب الأمن. وفي المقابل، أطلق مبادرة عالمية لمكافحة الإرهاب، ودعم التضامن الإسلامي والعربي، وتعميق الروابط الأخوية.
الاستثمار في الإنسان ورفاهيته
آمن الملك عبدالله بأن الثروة الحقيقية لأي أمة هي أبناؤها، فبنى وطناً نواته الشباب السعودي، وترجم توجهه هذا عبر تأسيس جامعات جديدة تجاوز عددها 28، كما توسع في برامج الابتعاث التعليمي للخارج وزيادة رواتب الطلبة المبتعثين إلى الخارج بنسبة 50%، واهتمامه بتقنية النانو بإنشاء مركز لهذه التقنية.
وفي حين دعم مكافحة الفساد، ودشن لها هيئة مستقلة مرتبطة به مباشرة، وجه أيضاً بميزانيات ضخمة لملفات التعليم، والإسكان، والصحة، والنقل، والصناديق الاجتماعية، إلى جانب إصدار نظامي القضاء وديوان المظالم بصيغة جديدة، وتنمية المشاركة السياسية المحلية المتمثلة بمجالس بلدية منتخبة، وإشراك المرأة في الانتخابات، فضلاً عن مشاركتها في مجلس الشورى.
أما المدن المتخصصة، فوصلت في عهده إلى خمس مدن طبية، ومدينة للطاقة الذرية والمتجددة لتوفير مصادر بديلة لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة، حيث صدر مرسوم تأسيسها لتسمى (مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة)، فضلاً عن إنشاء 11 مدينة رياضية بمختلف المناطق.
وإدراكاً منه بأن يتحقق للمواطن السكن المناسب، أمر بإنشاء وزارة للإسكان تعنى بهذا الجانب المهم من حياة المواطنين، مع تخصيص مبلغ 250 مليار ريال لبناء 500 ألف وحدة سكنية في جميع المناطق، ما سيسهم- بمشيئة الله- في تمكين المواطن من السكن المناسب.
انفتاح اقتصادي
منذ انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية عام 2005م، وتأسيس المجلس الاقتصادي الأعلى، أضاف الملك عبدالله صفة الانفتاح الاقتصادي، وعدم الاعتراف بمبدأ الحدود، وغياب مفهوم البعد الزماني والمكاني، وسهل للمستثمرين المحليين والأجانب افتتاح مشاريعهم، عبر تقديم حزمة من الحوافز، مستفيداً من الدور الذي يلعبه الاستثمار الأجنبي في توفير فرص العمل، ونقل التقنية وتوطينها، وتدريب الشباب ورفع كفاءتهم، وإدخال المفاهيم الإدارية الحديثة في الأعمال ذات الطابع الاقتصادي.
إن الحديث عن إنجازات الملك -رحمه الله- في جانبها الاقتصادي يطول، ولا يكفي هذا المقام لحصرها، لكن لا بد من التوقف عند بعض المحطات كإنشاء المدن الاقتصادية في مختلف أنحاء المملكة، ومركز الملك عبدالله المالي، وإنشاء مدينة وعد الشمال الصناعية للاستثمارات التعدينية في عرعر، بالإضافة إلى تبنيه قرارات تتعلق بتحسين ظروف المواطنين والمقيمين المعيشية، عبر زيادة رواتب الموظفين، وزيادة مخصصات المستفيدين من الضمان الاجتماعي ومخصصات المتقاعدين، وخفض أسعار الوقود.
ورافق الحقبة التي قادها الملك الراحل انتعاش لأسعار النفط؛ فساعدت إيراداتها الضخمة على تحقيق نهضة تنموية في كافة المجالات، وطفرة استثمارية كبيرة، خصوصاً في قطاعات الاتصالات وتقنية المعلومات، والبتروكيماويات، والعقارات، والتأمين، والبنوك.
وتمثل هذه المسيرة الحافلة بالإنجازات والتطوير والتنمية المستدامة التي سطرها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز صفحة مضيئة في تاريخ المملكة، وهي امتداد لما بدأه الملك المؤسس، وحافظ عليه الأبناء، وسيتوارثه الأحفاد، لتتواصل المسيرة من يد قدمت وما توانت، إلى أيد قوية أمينة، فحق لهذا البلد أن يزهو بقائد مسيرته الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، والذين سيمضون قدماً في بناء نهضته على أسس راسخة صلبه، تصنع اقتصاداً قوياً، يعززه استقرار أمني وسياسي، يبشر بمستقبل واعد ومشرق بإذن الله.
وكالات.
اللهم ارحم عبدك واغفر له واسكنه في فسيح جناته