
داليا ألياس
#أستعير هذا الإسم الحصرى المبتكر الذى جعله أستاذنا ( بشرى الفاضل) عنوانا”لإحدى أقاصيصه الشهيره لأطلقه على هذه الفئة المعنية من الناس التى جالت بخاطرى ملامحهم اللزجة اليوم…فهو يشبههم من حيث النطق والصورة الذهنيه عنهم ككائنات هلامية….وهم للأسف يمضون فى تزايد مطرد…حتى إمتﻷت بهم كل المواقع والأمكنة والمؤسسات… نماذج بشريه بمواصفات خاصه….أينما تلفت حولك ستجدهم, لا سيما وأن الأوضاع الراهنه قد ساهمت فى تكاثرهم وإتساع دائرة أعضائهم..حتى بات يصلح ليشكل كياناُ جامعاً أقرب ما يكون لحزب متكامل مكتمل النصاب ومستوف الشروط.
إنهم ببساطه أولئك المتسلقين المتملقين الذين لا يحملون بين جنباتهم ضمائر ولا يتمتعون بأى مبادئ وغير راغبين فى إتخاذ مواقف واضحه!! تجدهم دائماً على الحياد…ينتظرون إتضاح الرؤيه ليقرروا على ضوئها الجهه التى سينحازون لها لا لشئ إلا لكونها الأقرب الى السلطه ويمكنها _حسب إعتقادهم_ أن تهئ لهم فرص أكبر لحياة يريدونها كريمه ولكنها فى الحقيقه مهينه.
# فى كل مكان وزمان تجدهم….يتزاحمون حول أصحاب الكراسى…ويتمسحون عند أقدامهم كالقطط الضاله الجائعه…غاية طموحهم أن يمنحوهم بعض الرضا وفتات من الخبز المغموس فى الذل والإستغلال بينما هم يتوهمون بأنهم الصفوة المنتقاه والمقربون القابضون على زمام التفاصيل وردود الأفعال.
والمؤسف أنهم يمارسون ذات الدور بذات السيناريو والملامح مع كل من تتابعوا على المنصب….فيصلحوا تماما”لأن يكونوا (شعب أى حكومة).!! مما يؤكد أن الأمر لا علاقة له بالإخلاص أو المحبه والتفانى فى خدمة الساده….فكل ما فى الأمر أنهؤلاء المتزلقون يريدون أن يحققوا أكبر المكاسب من الجميع ’ فيقبلون على أنفسهم أن يكونوا شعباً لكل الحكومات المتعاقبه دون أدنى إحساس بالولاء ولا حتى الحياء مما هم عليه.
# فى كل المجالات والمواقع هناك دائماً ذلك (الثعلب) الذى يمعن فى (تكسير التلج) لأصحاب القرار والمال….يقدم فى سبيل ذلك كل الخدمات التى تطلب منه والتى لا تطلب…., ويتطوع بنقل الأخبار وسرد الحكايات بأدق التفاصيل لا سيما تلك التى من شأنها الإضرار بالاخرين وإقصاؤهم عن دائرة القربى.
لا يحبون العيش فى سلام….ويرون فى كل تصرفات وكلام الاخرين خطراً محدقاً يهدد مصالحهم الشخصيه الوضيعه التى لاتعدو أن تكون مكاسب ماديه تقتات من إنسانيتهم المفترضه.
# وأحسب أنهم يعانون من القلق الدائم والتوتر المتواصل….يهدرون طاقاتهم فى أمور جانبيه…ويحرقون أعصابهم قرباناً لذلك الوحوش المريض الرابض بأعماقهم….ويكادون لا يجدون سلاماً داخلياً ولا تمنأ أرواحهم ببعض الرضا والقناعه.
والعجيب أن طموحهم لا يتجاوز حدود هذا الدور الحقير الذى يلعبونه…ولا يتطلعون أبداً لشغل المناصب أو الصعود إلى أعلى…ذلك كونهم قطعاً يشعرون بالدونيه ولا يشعر أحدهم تجاه نفسه بأى قدر من الإحترام…ورحم الله رجلاً عرف قدر نفسه.
# تلويح:
لا تكن شعبا ” لأى حكومة…فبعض الحكومات لاعلاقة لها بالديموقراطية !!!